بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
يقول تعالى في الآية 30 من سورة البقرة{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}
أولاً: هل كان سؤال الملائكة على سبيل الاستفهام أم الإعتراض؟
1- أن الملائكة إنما قالت ذلك على سبيل الاستفهام وعلى وجه الاستخبار والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه
الإنكار ولا على سبيل الإخبار فكأنهم قالوا يا الله إن كان هذا كما ظننا فَعرِّفنا ما وجه الحكمة فيه.
2- ان الله أعلم الملائكة انه جاعل في الارض خليفة وان الخليفة فرقة تسفك الدماء وهي فرقة من بني آدم فأذن الله للملائكة
ان يسألوه عن ذلك وكان اعلامه أياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم انه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً
يسفك الدماء، ويعصونك وانما ينبغي انهم اذا عرفوا انك خلقتهم ان يسبحوا بحمدك كما نسبح ويقدسوا كما نقدس؟، ولم
يقولوا: هذا إلا وقد اذن لهم، لأنهم لا يجوز ان يسألوا ما لا يؤذن لهم ما فيه، ويؤمرون به، لقوله:{ ويفعلون ما يؤمرون }
3- انما قالوه استعظاماً لفعلهم أي كيف يفسدون فيها ويسفكون الدماء، وقد انعمت عليهم واستخلفتهم فيها فقال: { إني أعلم ما لا تعلمون }
4-قال قوم: إنهم قالوا ذلك متعجبين من استخلافه لهم أي كيف يستخلفهم وقد علم انهم { يفسدون فيها ويسفكون الدماء }؟ فقال: { إني أعلم ما لا تعلمون }.
5- روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن الملائكة سألت الله أن يجعل الخليفة منهم. وقالوا: نحن نقدسك ونطيعك ولا نعصيك كغيرنا. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فلما أجيبوا بما ذكر الله في القرآن، علموا أنهم قد تجاوزوا ما ليس لهم فلاذوا بالعرش استغفاراً، فأمر الله آدم بعد هبوطه أن يبني لهم في الأرض بيتاً يلوذ به المخطئون كما لاذ بالعرش الملائكة المقربون.
ثانياً: كيف علمت الملائكة بذلك:
ذُكرت عدة وجوه في هذا الأمر أبرزها ماذُكر في كتاب قصص الأنبياء والمرسلين للجزائري:
1- (منها) انهم قالوا ذلك ظنا لما رأوا من حال الجن الذين كانوا قبل آدم في الأرض وهو المروي عن ابن عباس وفي اخبارنا ارشاد إليه.
2- (ومنها) انهم علموا انه مركب من الأركان المتخالفة والاخلاط المتنافية الموجبة للشهوة التي منها الفساد والغضب منه سفك الدماء.
3- (ومنها) انهم قالوا ذلك على اليقين لما يروي ابن مسعود وغيره انه تعالى لما قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا وما يكون الخليفة قال تكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا فعند ذلك قالوا: ربنا أتجعل فيها الخ.
4- ومنها انه تعالى كان قد اعلم الملائكة انه إذا كان في الأرض خلق عظيم
أفسدوا فيها وسفكوا الدماء.
5- (ومنها) انه لما كتب القلم في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة فلعلهم طالعوا اللوح فعرفوا ذلك.
6- (ومنها) ان الخليفة إذا كان معناه النائب عن الله في الحكم والقضاء والاحتياج انما يكون عند التنازع واختلال النظام كان الاخبار عن وجود الخليفة اخبارا عن وقوع الفساد والشر بطريق الالتزام.
7- (ومنها) ان الله سبحانه لما خلق النار خافت الملائكة خوفا شديدا فقالوا لمن خلقت هذه النار؟ قال لمن عصاني من خلقي ولم يكن يومئذ
خلق غير الملائكة فلما قال إني جاعل في الأرض خليفة عرفوا ان المعصية منهم
نسائلكم الدعاءبحق الصلاة على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
يقول تعالى في الآية 30 من سورة البقرة{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}
أولاً: هل كان سؤال الملائكة على سبيل الاستفهام أم الإعتراض؟
1- أن الملائكة إنما قالت ذلك على سبيل الاستفهام وعلى وجه الاستخبار والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه
الإنكار ولا على سبيل الإخبار فكأنهم قالوا يا الله إن كان هذا كما ظننا فَعرِّفنا ما وجه الحكمة فيه.
2- ان الله أعلم الملائكة انه جاعل في الارض خليفة وان الخليفة فرقة تسفك الدماء وهي فرقة من بني آدم فأذن الله للملائكة
ان يسألوه عن ذلك وكان اعلامه أياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم انه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً
يسفك الدماء، ويعصونك وانما ينبغي انهم اذا عرفوا انك خلقتهم ان يسبحوا بحمدك كما نسبح ويقدسوا كما نقدس؟، ولم
يقولوا: هذا إلا وقد اذن لهم، لأنهم لا يجوز ان يسألوا ما لا يؤذن لهم ما فيه، ويؤمرون به، لقوله:{ ويفعلون ما يؤمرون }
3- انما قالوه استعظاماً لفعلهم أي كيف يفسدون فيها ويسفكون الدماء، وقد انعمت عليهم واستخلفتهم فيها فقال: { إني أعلم ما لا تعلمون }
4-قال قوم: إنهم قالوا ذلك متعجبين من استخلافه لهم أي كيف يستخلفهم وقد علم انهم { يفسدون فيها ويسفكون الدماء }؟ فقال: { إني أعلم ما لا تعلمون }.
5- روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن الملائكة سألت الله أن يجعل الخليفة منهم. وقالوا: نحن نقدسك ونطيعك ولا نعصيك كغيرنا. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فلما أجيبوا بما ذكر الله في القرآن، علموا أنهم قد تجاوزوا ما ليس لهم فلاذوا بالعرش استغفاراً، فأمر الله آدم بعد هبوطه أن يبني لهم في الأرض بيتاً يلوذ به المخطئون كما لاذ بالعرش الملائكة المقربون.
ثانياً: كيف علمت الملائكة بذلك:
ذُكرت عدة وجوه في هذا الأمر أبرزها ماذُكر في كتاب قصص الأنبياء والمرسلين للجزائري:
1- (منها) انهم قالوا ذلك ظنا لما رأوا من حال الجن الذين كانوا قبل آدم في الأرض وهو المروي عن ابن عباس وفي اخبارنا ارشاد إليه.
2- (ومنها) انهم علموا انه مركب من الأركان المتخالفة والاخلاط المتنافية الموجبة للشهوة التي منها الفساد والغضب منه سفك الدماء.
3- (ومنها) انهم قالوا ذلك على اليقين لما يروي ابن مسعود وغيره انه تعالى لما قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا وما يكون الخليفة قال تكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا فعند ذلك قالوا: ربنا أتجعل فيها الخ.
4- ومنها انه تعالى كان قد اعلم الملائكة انه إذا كان في الأرض خلق عظيم
أفسدوا فيها وسفكوا الدماء.
5- (ومنها) انه لما كتب القلم في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة فلعلهم طالعوا اللوح فعرفوا ذلك.
6- (ومنها) ان الخليفة إذا كان معناه النائب عن الله في الحكم والقضاء والاحتياج انما يكون عند التنازع واختلال النظام كان الاخبار عن وجود الخليفة اخبارا عن وقوع الفساد والشر بطريق الالتزام.
7- (ومنها) ان الله سبحانه لما خلق النار خافت الملائكة خوفا شديدا فقالوا لمن خلقت هذه النار؟ قال لمن عصاني من خلقي ولم يكن يومئذ
خلق غير الملائكة فلما قال إني جاعل في الأرض خليفة عرفوا ان المعصية منهم
نسائلكم الدعاءبحق الصلاة على محمد وآل محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق