الأحد، 25 ديسمبر 2011

العلم القرآني للإمام الباقر (عليه السلام )



العلم القرآني للإمام الباقر (عليه السلام ) 

قبل الخوض في تفسير الإمام (عليه السلام) للقرآن واهتمامه بهذا العلم،
نحب أن نذكر عدة نقاط منها:
فضل قراءة القرآن
حث الإمام الباقر (عليه السلام) المؤمنين على تلاوة كتاب الله العزيز.
لأنه المنبع الأصيل والدستور الدائم لهداية الناس
واستقامتهم في حياتهم الفردية والاجتماعية. فالقرآن يحيي القلوب بنوره،
ويمد قارئه بطاقات من الوعي ونشاط البصيرة إلى حد بعيد.
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل قراءة القرآن.
كتاب الله الذي وصفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال:
(فإن هذا القرآن حبل الله المتين فيه إقامة العدل، وينابيع العلم، وربيع القلوب)

وحبل الله المتين طرف منه بيد الله عز وجل والطرف الآخر بيد العترة الطاهرة
أهل بيت الرسول (صلّى الله عليه وآله)
وبذلك يصبح القرآن عصمة للمعتصمين، ونوراً للمستضيئين.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

والقرآن ينابيع العلم:
لأنه يبين للناس أبواب العلم وطرقه،
ويفتقه من أكمته وقد شبهه بينابيع الماء المتفجرة،
وعيونه المستنبطة ولأن العلم يحي الغليل بعد الشك المحير،
كما يبرد الماء الغلة بعد العطش المبرِّح.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

والقرآن ربيع القلوب: 
فالقلوب الواعية هي بمنزلة الربيع للإبل الراعية لأن القلوب تنتفع بتدبر القرآن وتأمله،
كما تنتفع الإبل بتحمض الربيع وتنقله . فهذا غذاء للأرواح وذلك غذاء للأجسام.
لذلك كله دعا الإمام (عليه السلام) إلى تلاوة القرآن
فروى (عليه السلام) ما قاله جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في فضل تلاوته.
(قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين،
ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين،
ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين،
ومن قرأ مائتي آية، كتب من الخاشعين،
ومن قرأ ثلاثماية آية كتب من الفائزين
ومن قرأ خمسماية آية كتب من المجتهدين،
ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر) 

كما وردت أحاديث مماثلة لهذا الحديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
وكلها تحث المسلمين على تلاوة كتاب الله
وتحفزهم على الإمعان في آياته والتأمل في أسراره،
ولا ريب أنها كلها تصب في تنمية العقول وتهذيب النفوس
وإبعادها عن الانحراف عن الخط الإسلامي، وهدايتها إلى سواء السبيل.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ترتيل القرآن الكريم 
إن تلاوة القرآن وترتيله بصوت حسن يتفاعل مع عواطف الإنسان وينفذ إلى أعماق القلوب،
وذلك لما اشتمل عليه من الحكم الخالدة والمعارف العامة
التي يحتاجها كل إنسان في حياته الفردية والاجتماعية على حد سواء.

وقد اعتنى أهل البيت بتلاوة القرآن الكريم وشجعوا على ذلك
فكان الإمام الباقر من أحسن الناس صوتاً بقراءته للقرآن. 
روى أبو بصير قال:
قلت لأبي جعفر إذا قرأت القرآن فرفعت صوتي جاءني الشيطان فقال:
إنما ترائي بهذا أهلك والناس،
فقال (عليه السلام): يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك،
ورجع بالقرآن صوتك فإن الله يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعاً)
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

المصادر :
1- المجازات النبوية للشريف الرضي ص222.

2- راجع خطبة الرسول (صلّى الله عليه وآله) يوم الغدير
(إني تارك فيكم الثقلين القرآن وعترتي).

3- الأكمة غطاء النور الذي يخرجه النبات.

4- الحمض: ما ملح ومر من النبات وهو كفاكهة للإبل.

5- البيان في تفسير القرآن ص25.

6- نفسه ص210 وراجع أصول الكافي للكليني.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق